بمناسبة إحياء ذكرى مولد نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يجمع الملتقى العالمي للصوفية كل عام باحثين مغاربة وأجانب في ميادين عدة، كالفلسفة وعلم الاجتماع والاتصال والاقتصاد والعلاقات الدولية لتقديم ومناقشة أبحاث علمية متنوعة.
تختار اللجنة المنظمة، تحت إشراف مولاي منير القادري، محورا لتوجيه مداخلات ومناقشات كل دورة والتي تمتد لمدة ثلاثة أيام، يتناوب أكثر من ثمانين أكاديميًا وخبيرًا حول الموائد المستديرة لمناقشة المحاور الموضوعية المقترحة، يشكلف الثراء الفكري والتنوع للمشاركين مساهمة ملحوظة في نشر العلم والمعرفة الروحانية الإسلامية وتعزيز حوار الثقافات والأديان.
حققت الدورات الأخيرة نجاحًا كبيرًا، سواء بالنسبة لجودة الأنشطة المختلفة أو للعدد الكبير من المشاركين الذين يظهرون اهتماما كبيرا بفعاليات هذا الملتقى.
المغرب بلد التصوف بامتياز، فالبعد الأخلاقي والروحي ركن من أركان الهوية الدينية والوطنية للمغرب. ويهدف تنظيم هذه اللقاءات إلى إعادة اكتشاف هذا التأثير وترسيخ قيم المواطنة والهوية الوطنية، والحفاظ على الوحدة والسلام في البلاد، واستعادة دورها في إيصال التصوف إلى في جميع أنحاء العالم.
يشهد هذا المؤتمر أيضًا على الأهمية التي توليها الزاوية القادرية البوتشيشية للجانب العلمي وللبعد الأخلاقي للإسلام، فالتصوف منهج يدعو إلى التوازن بين الجوانب الروحية والعلمية والثقافية والاجتماعية.